کد مطلب:167911 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:246

اجتماع الشیعة الاول مع مسلم
یقول الطبری: (ثمّ أقبل مسلم حتی دخل الكوفة، فنزل دار المختار بن أبی عبید، وهی التی تُدعی الیوم دار مسلم بن المسیّب، وأقبلت الشیعة تختلف إلیه، فلمّا اجتمعت إلیه جماعة منهم قرأ علیهم كتاب حسین، فأخذوا یبكون...). [1] .

وفی هذا الاجتماع الاوّل برزت ظاهرة ثابتة من ظواهر المجتمع الكوفی، وهی ظاهرة وجود القلّة من المؤمنین الصادقین المتحرّرین من أ سر (الشلل النفسی) ومرض (الازدواجیة) و (حبّ الدنیا وكراهیة الموت)، فعلی كثرة من حضر هذا الاجتماع ممّن هو محسوب علی التشیّع لم یقم إلاّ ثلاثة (هم من أعاظم شهداء الطفّ (رض)، أظهروا لمسلم علیه السلام استعدادهم التّام لامتثال أمره والتضحیة فی هذا السبیل!

یواصل الطبری روایته قائلاً: (... فقام عابس بن أبی شبیب الشاكری، فحمد اللّه وأثنی علیه، ثمّ قال: أمّا بعدُ، فإنّی لاأخبرك عن الناس! ولاأعلم ما فی أنفسهم! وما أغرّك منهم!، واللّه أحدّثك عمّا أنا موطّنٌ نفسی علیه، واللّه لاجیبنّكم إذا دعوتم، ولاقاتلنّ معكم عدوّكم، ولاضربن بسیفی دونكم حتّی ألقی اللّه، لاأرید بذلك إلاّ ما عند اللّه!. فقام حبیب بن مظاهر الفقعسی فقال: رحمك اللّه، قد قضیت ما فی نفسك بواجزٍ من قولك! ثم قال: وأنا واللّه الذی لاإله إلاّ هو علی مثل ما هذا علیه!. ثمّ قال الحنفی مثل ذلك!.). [2] .


وفی هذا الاجتماع كانت هناك أیضاً ظاهرة أخری، تواجدت فی هذا الاجتماع متخفیّة علی استحیاء، وإن كانت هی أكبر وأوضح ظواهر المجتمع الكوفی، وهی ظاهرة وجود الكثرة الكاثرة التی تحبّ الحقّ وتكره أن تموت من أجله! ظاهرة (الوهن) و (الشلل النفسی)، التی أدّت بالنتجة إلی أن استحوذ الشیطان علی جُلّ أولئك القوم، فقتلوا ابن بنت نبیّهم علیه السلام!

یقول الحجّاج بن علیّ الذی یروی عن محمّد بن بشر الهمدانی، شاهد العیان الذی روی قصة هذا الاجتماع: (فقلتُ لمحمّد بن بشر: هل كان منك أنت قول؟ فقال: إنّی كُنتُ لاحبُّ أنْ یُعزَّ اللّه أصحابی بالظفر، وما كنتُ أحبُّ أنْ أُقتل! وكرهتُ أنْ أكذب!). [3] .


[1] تأريخ الطبري، 3:279.

[2] تأريخ الطبري، 3:279؛ وقد مضت ترجمة الشهيد عابس الشاكري (رض) في الجزء الثاني: ص 382-384، وترجمة مقتضبة للشهيد سعيد بن عبداللّه الحنفي (رض) في ص 41، وترجمة مقتضية لحبيب بن مظاهر(رض) في ص 333.

[3] تأريخ الطبري، 3:279.